خيم الحزن على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد خبر وفاة الشيخ عبد الله كامل، أو سفير القرآن، الشاب المصري الذي لم يتعد عمره الـ38 عامًا، لكنه ملأ الدنيا بصوته العذب في قراءة آيات الذكر الحكيم.
وفاة الشيخ عبد الله كامل
أثارت وفاة الشيخ عبد الله كامل أحزان أصدقائه ومحبيه، بل كل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، الذين سردوا جزء من حياته الصغيرة في العمر، لكنها كبيرة في الإنجازات، والدعوة إلى الله.
بداية الحكاية كانت أمس الأربعاء، عندما اكتشف أصدقاء الشيخ عبد الله كامل وفاته في مدينة نيوجيرسي الأمريكية، عندما صلى بهم الشيخ عبد الله صلاة الظهر، وعاد إلى منزله، وانتظره المصلون لينزل ويصلي بهم صلاة العصر، لكنه لم ينزل، فما كان من أصدقائه إلا أن صعدوا إليه في صلاة المغرب، ليجدوه قد فارق الحياة.
بكاء شديد لقرب انتهاء الأجل
وهنا تذكر أصدقاء الشيخ عبد الله كامل آخر صلاة له، فقد بكى فيها كثيرًا، وخاصة عندما قرأ سورة الفجر ووصل لآية: {وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ۚ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الْإِنسَانُ وَأَنَّىٰ لَهُ الذِّكْرَىٰ (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} بدأ الشيخ في البكاء بشدة، واستمر بكاؤه لمدة ثوانٍ، حتى تأثر ببكائه المصلون. وبرغم من شدة خشوع الشيخ في الصلاة، وبكائه في بعض مواضع كثيرة من القرآن، لكن هذه المرة كانت مختلفة، فتأثر الشيخ عبد الله الشديد دفع أصدقاءه للتساؤل: “ما الذي يبكي الشيخ بشدة هذه المرة؟..
هل كان ينعي نفسه، أم كان يشعر أن لقاءه بربه اقترب؟!” حكي الشيخ مصطفى أبو سيف، صديق الشيخ عبد الله كامل في أمريكا، عن آخر لقاء له قبل وفاة الشيخ عبد الله كامل، فقال: “بعد أن صام رمضان وقامه وطاف في العديد من الولايات يقرأ كتاب الله في بيوت الله بصوته الفريد العذب الذي عُرف به، وختم القرآن لنفسه 24 مرة هذا العام كما أخبرني بذلك وفي العام الماضي كانت 28 ختمة، صلينا الفجر سويا في مسجدنا وألقى خاطرة بعد الصلاة ثم جلست أنا وهو في بيتي نقرأ ونتذاكر من الفجر وحتى صلاة الظهر ما توقفنا إلا للطعام أو الشراب”.
وتابع الشيخ مصطفى حكايته المؤثرة والأخيرة عن الشيخ عبد الله كامل قبل وفاته فقال: “كانت جلسة لم أجلس مثلها، كنا نقرأ ونتذاكر ونمزح ونضحك ونبكي ونتأثر، وأذكر أنه مر على خاطرة عن سورة التكوير فبكى بكاء شديدا، وعن خاطرة عن سن الأربعين وفيها: إذا تم أمر بدا نقصه..
ترقب زوالا إذا قيل تم.. فقال كم عمري قلت بالهجري قد جاوزت الأربعين بخمسة أشهر فتأثر لما سمع، وبدا ذلك على صفحات وجهه”.
واستمر الشيخ مصطفي في سرد آخر حكاية للشيخ عبد الله كامل قبل وفاته فقال: “عند صلاة الظهر طلب مني أن أتقدم للصلاة فأبيت وقدمته والحمد لله فصلى بنا وبعد الصلاة قال بعضنا لبعض لنسترح قليلا ثم نواصل فقمت ولم يقم! وكانت الفاجعة! ذهبت لأوقظه فإذا بروحه قد صعدت إلى بارئها ولا أدري، وفجعت به فاجعة لم أفجع بمثلها”.
وفاة سفير القرآن الشيخ عبد الله كامل
وقال صديق الشيخ عبد الله كامل عنه: “كان يجمعنا حب في الله لم أر مثله وكان يقول لي سبحان الله الذي ألف بين قلوبنا، وقال ما ألف الله بين روحي وروح أخ مثلك ومثل أخ في ولاية أخرى، وأنا والله يا صاحبي أحبك في الله حبا جما والحمد لله الذي جمعني بك على محبته وأن فارقتني على محبته، أحمد الله أن جعلني آخر من جالست وآخر من حدثت وإني والله لفراقك لمحزون محزون ولا أقول إلا ما يرضى ربي، فإنا لله وإنا اليه راجعون رحمك الله يا صديقي وجمعني بك في جنة الفردوس بغير حساب ولا سابق عذاب”.
أما حسام مرزوق فقال عن الشيخ عبد الله كامل: “وَما تَدرى نَفسٌ بِأَىِّ أَرضٍ تَموتُ” توفي قبل قليل طيب القلب وحبيب الملايين الشيخ عبد الله كامل، رحمه الله رحمة واسعة… وقد كان الشيخ في رحلة دعوية في أمريكا منذ أول رمضان، أسأل الله أن يتغمده برحمته، وأن يسكنه فسيح جناته…” الشيخ عبد الله كامل صاحب المزمار الذهبي، فيتو وقال عنه عبد الفتاح طارق: “وفاة الشيخ الجليل صاحب الصوت الخاشع “عبد الله كامل” ولا نقول إلا ما يرضي ربنا. أول مرة أسمعه كانت سورة ق ومن كتر جمال التلاوة تهت وقعدت أقول ديه سورة إيه ديه كأني أول مرة أسمعها ومن ساعتها من أكتر الناس اللي لما أسمعها يلمس قلبي.. اللهم إن عبدك الشيخ عبد الله عاش خادما لكتابك ومات في غربته داعيا إلى طريقك بعد أن بلغته تمام رمضان فاللهم شفع فيه القرآن والقيام وأنزل عليه رحماتك وعفوك ونعيمك يا رب”.
وسرد محمود جمعة جزء من حياة الشيخ عبد الله كامل فقال: ” الشيخ عبد الله كامل اللي توفي اليوم من مواليد الفيوم، الشيخ عبدالله اتولد فاقد النظر، وعاش طول حياته كفيف ونحتسبه عند الله من عباده الصالحين.. الشيخ عبدالله 38 سنة وحفظ القرآن قبل العشرينات بقليل، وكان من برنامجه المشهوره برنامج نبضات شاعر على قناة الرحمة، يشهد الله انه صوته يلين القلب وشخصه محترم ومتواضع ويدعو لك دون ان يعاملك ومفيش حد في خفة دمه ولا شخصه التواضعي..”.
الشيخ عبد الله كامل صاحب المزمار الذهبي
وحكي محمود جمعة قائلًا: “الشيخ عبدالله قبل ما يسافر كان بيصلي بينا الجمعة التالته من كل شهر واشهد الله اني ما رأيت شخص في طيبته، وإنا على فراقك يا شيخ عبدالله لمحزونون ولا نقول الا ما يرضي الله انا لله وانا اليه راجعون”. كان أصدقاء الشيخ عبد الله كامل يلقبونه بالمزمار الذهبي، حيث فاز بالمركز الأول في مسابقة للقرآن الكريم باسم “المزمار الذهبي” في عام 2015، والتي قدمت على أحد القنوات الفضائية، كما أطلقوا عليه اسم “سفير القرآن”، فقد سافر لدول عدة منها الكويت وأمريكا لإمامة المصلين في المساجد والدعوة إلى الله. الشيخ عبد الله كامل مع أحد أصدقاءه، فيتو وُلد الشيخ عبد الله أحمد كامل في عام 1985، في قرية المشرك القبلي، إحدى قرى مركز يوسف الصديق بمحافظة الفيوم، وهو داعية إسلامي فقد بصره منذ الصغر، وحفظ القرآن الكريم كاملًا قبل أن يتم عامه العشرين على طريقة برايل، وتخرج من جامعة الفيوم في عام 2005 بعد أن التحق فيها بكلية دار العلوم.
يوصف الشيخ عبد الله كامل بأنه من المنشدين الذين يمتازون بصوت عذب، وتعتبر أنشودة “هل صليت اليوم عليه؟”، من أشهر الأنشودات التي قدمها الشيخ عبد الله كامل، والتي لاقت نجاحًا وانتشارًا واسعًا في مصر. بكاء الشيخ عبد الله كامل قبل الرحيل، فيتو كان الشيخ عبد الله كامل كثير الترحال، فسافر إلى أكثر من دولة لإمامة المصلين، حيث سافر إلى دولة الكويت، ونُقلت صلاته في شهر رمضان على التلفزيون الكويتي. كما سافر إلى بعض الدول الأخرى مثل أمريكا والسعودية وغيرها من دول العالم للدعوة إلى الله.
ونعاه أحد أصدقائه محمود موسى فقال: “وداعًا القارئ الشيخ عبد الله كامل إنا لله وإنا إليه راجعون توفى قبل قليل الشيخ عبدالله كامل في سكنه بمسجد التوحيد بجيرسي سيتي نام بأمريكا بعد الظهر ولم ينزل للصلاة في العصر ولا المغرب فذهبوا لإيقاظه فوجدوه قد فارق الحياة. رحمك الله يا صاحب القرآن…”.